لمدة أسبوعين، يحاول الدولار الأسترالي أن يثبت نفسه مقابل الدولار الأمريكي في نطاق 0.65. منذ 19 نوفمبر، كان متداولو زوج AUD/USD يدفعون فوق هدف 0.6500 يوميًا، ليعودوا إلى المستويات السابقة في كل مرة. في الأساس، يتداول الدولار الأسترالي ضمن نطاق 0.6480–0.6550، متناوبًا بين الارتداد عن حدوده.
على مدى ما يقرب من شهرين، تعزز الدولار الأمريكي، مما أدى إلى تراجع زوج AUD/USD من أعلى مستوى له في عام 2024 عند 0.6950 إلى أدنى مستوى حالي عند 0.6444. ومع ذلك، فشل البائعون في الحفاظ على مستوى الدعم 0.6450 (الخط السفلي لخطوط بولينجر على الإطار الزمني D1)، مما سمح للمشترين بالسيطرة مؤقتًا. ومع ذلك، لم يتمكن المشترون من عكس الاتجاه الهبوطي، حيث يستمر الشعور الهبوطي في الهيمنة بسبب قوة الدولار الأمريكي وضعف الدولار الأسترالي بشكل عام. سيتطلب تجدد الحركة الهبوطية محفزًا إضافيًا إما يعزز الدولار الأمريكي أو يضعف الدولار الأسترالي - أو كلاهما معًا، مما يخلق "عاصفة مثالية" عندما يتعرض الدولار الأسترالي للضغط في ظل قوة الدولار الأمريكي. مثل هذا السيناريو ممكن إذا تباطأ التضخم الأسترالي وتسارع التضخم الأمريكي. ومن المثير للاهتمام أن كلا تقريري التضخم مقرر لهما في 27 نوفمبر.
خلال الجلسة الآسيوية ليوم الأربعاء، ستصدر أستراليا مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لشهر أكتوبر. بينما يركز بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) بشكل أساسي على البيانات الفصلية، يمكن للتقارير الشهرية أيضًا أن تؤدي إلى تقلبات في زوج العملات AUD/USD. يتوقع معظم الخبراء ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر إلى 2.5%. قد يدعم هذا الدولار الأسترالي. من الجدير بالذكر أن مؤشر أسعار المستهلكين أظهر اتجاهًا تنازليًا مستمرًا من يونيو إلى سبتمبر، حيث انخفض من 4.0% إلى 2.1%. إذا تسارع التضخم في أكتوبر، فقد يقوى الدولار الأسترالي، مما يوفر لبنك الاحتياطي الأسترالي مبررًا إضافيًا للحفاظ على موقفه النقدي الحالي.
لاحقًا، سيتم إصدار مؤشر تضخم مختلف خلال الجلسة الأمريكية: مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) في الولايات المتحدة. هذا هو أحد مؤشرات التضخم التي يراقبها الاحتياطي الفيدرالي عن كثب. تشير التوقعات إلى أن مؤشر PCE لشهر أكتوبر سيظل دون تغيير عن سبتمبر عند 2.7% (نفس المستوى كما في أغسطس).
باختصار، من المتوقع أن يرتفع التضخم الأسترالي، بينما من المتوقع أن يظل أحد مؤشرات التضخم الرئيسية في الولايات المتحدة ثابتًا. إذا توافقت كلا الإصدارين مع التوقعات، فمن غير المرجح أن يخرج زوج AUD/USD عن النطاق الحالي 0.6480–0.6550. ومع ذلك، إذا استمر مؤشر أسعار المستهلكين الأسترالي في الانخفاض خلافًا للتوقعات، وارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع، فقد يواجه زوج AUD/USD ضغطًا هبوطيًا كبيرًا.
أظهرت محاضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي لشهر نوفمبر، التي صدرت الأسبوع الماضي، صورة مختلطة. اعترف البنك المركزي بمرونة الاقتصاد الأسترالي على الرغم من معدلات النمو المخيبة للآمال مؤخرًا. وأبرز زيادة التوظيف (مع نمو الوظائف في سبتمبر بمقدار 64,000، وهو ما يقارب ثلاثة أضعاف التوقعات) ونمو الأجور. ومع ذلك، يتحرك التضخم "ببطء شديد" نحو الهدف، وهو ما يناسب البنك المركزي نظرًا "للمخاطر السائدة".
في المقابل، ألمح مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي، بمن فيهم باول، وبومان، وكوك، وجولسبي، بشكل شبه صريح إلى توقف في تغييرات الأسعار في اجتماع ديسمبر. تقدر الأسواق حاليًا احتمال بقاء الاحتياطي الفيدرالي على الأسعار في ديسمبر بنسبة 46%. إذا تسارع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي خلافًا للتوقعات، فإن الكفة ستنحاز إلى موقف الانتظار والترقب، وقد ترتفع احتمالية التوقف إلى 50-55%، مما يوفر دعمًا إضافيًا للدولار الأمريكي.
حاليًا، يبقى زوج AUD/USD في وضع "الانتظار والترقب". يمكن أن تولد التقارير الاقتصادية الكلية المذكورة أعلاه تقلبات متزايدة، مما قد يكسر الزوج من نطاقه المحدد: يمكن للبائعين تأمين موطئ قدم ضمن نطاق 0.64، أو قد يدفع المشترون نحو نطاق 0.66.
على الإطار الزمني D1، يستمر الزوج في التداول بين خطوط نطاقات بولينجر الوسطى والسفلى، تحت سحابة كومو ولكن فوق خط تنكان-سن. لتأكيد حركة صعودية، يحتاج المشترون إلى كسر فوق خط كيجون-سن على الرسم البياني اليومي، وتأمين موقع فوق 0.6580. سيتم الإشارة إلى اتجاه هبوطي متجدد بانخفاض تحت 0.6480 (خط تنكان-سن في نفس الإطار الزمني). سيولد مؤشر إيشيموكو إشارة "موكب الخطوط" الهبوطية في مثل هذا السيناريو. الهدف للحركة الهبوطية سيكون 0.6410، وهو الخط السفلي لنطاقات بولينجر على D1.
